أدلّة وبراهين

إضافة لما نقرأه في المقدَمة أعرض عليكم بعض الأدلة الأخرى :


1) من المشاهد التي حولنا والقرآن الكريم الذي (إذا) نقرأه :

هل يعقل أنّ فرائض الإسلام تُطبّق على المسلمين في شتّى أنحاء العالم فيتساوون في ممارستها باستثناء الصوم فتأتي مواسم تجد من يصوم قرابة يوم كامل (قرابة 22 ساعة) بينما يصوم الآخر بضع ساعات في اليوم !؟

الآن إذا أضفنا شهر النسيء سيأتي رمضان في الخريف بالنسبة لسكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية (فوق خط الإستواء) وفي الربيع بالنسبة للنصف الجنوبي وسبحان الله تتّسم هذه الفصول بتقارب طول الليل والنهار وفي كل أنحاء العالم كما يكون الطقس معتدلا فلا شدّة حرّ ولا شدّة برد .. سبحان الله المقسط الذي لا يكلف نفسا إلا وسعها ويحذّرنا : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.

ثمّ كيف نطبّق الآية التالية "وكلوا واشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" (2 - 187) عندما نعرف أن في اقترابنا من القطبين لا يوجد في بعض المواسم لا شروق أو لا غروب خاصة إذا دار رمضان الغير مقوّم فناسب تلك المواسم، أم إنّ الإسلام يقتصر على جزيرة العرب فقط ؟!

تقول الآية : "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم" (2 - 183) ولكن الحضارات التي من قبلنا تقوّم أشهرها القمرية بإضافة شهر التقويم.

تقول بعض التفاسير أن الأشهر الحرم هي محرم (رمزا لبدايتها) ثم صفر (الفارق بين الليل والنهار صِفر) فربيع الأول وأخيرا ربيع الثاني والله سبحانه وتعالى حرّم الصيد البري في هذه الأشهر فإذا ألغينا شهر النسيء ستخرج هذه الأشهر عن موسم توالد الحيوانات المستهدفة في الصيد البري فيختل النظام وتنقبض الحيوانات والبيئة التي من حولها (كانت جزيرة العرب خضراء وتعج بالحيوانات في عهد الرسول، وكيف هي الآن ؟)


2) من كتب التفاسير أو التآويل :

الخطأ المشاع عند بعض المفسرين أو المؤوّلين يكمن في عدم قراءة الآية التالية إلى آخرها والإكتفاء بأولّها فهم يقفوا إلى "إنما النسيء زيادة في الكفر" كمن يكتفي بقراءة "ويل للمصلين". عندما نتابع القراءة نجد أولا أن الضلالة بالقرائتين (يُضَلُّ ويَضِلُّ) على الذين كفروا وليس المؤمنين ثم بمواصلة القراءة نفهم سبب الضلالة إذ يحلون ويحرمون النسيء في غير موضعه.

لتيسير الفهم يمكن قراءة آية النسيء كالآتي : "إنما النسيء (يصبح) زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا (عندما) يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زيّن لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين".

كما استشهد بعض المفسرين
أو المؤوّلين بروايات كلها تصف كيف قدّم أو أخّر بعض المنافقين تحريم الأشهر الحرم باستعمالهم شهر النسيء ولكن أخطؤوا التأويل لمّا جعلوا الخطأ في استعمال النسيء في حين أن الخطأ ليس في النسيء بل في تحريم الحلال وتحليل المحرم من الأشهر العربية/الهجرية.



3) من كتب التاريخ :

لكم الآن حجة علمية / محسوسة لكلّ ما قيل في هذا الموضوع : في كتاب البداية والنهاية لبن كثير (الديمشقي) - الجزء السابع - وقعة اليرموك، يذكر الّناقلون للحدث أنها كانت في شهر رجب سنة 15 هجري  ويذكر الغرب من تاريخ الروم أنّ تلك الواقعة كانت في شهر أغسطس (آب) سنة 636 ميلادية.

ولا يتوافق التاريخان العربية مع الرومانية إلّا بشرط استخدام شهر النسيء أي بقي العرب يستخدمون شهر النسيء بعد وفاة الرسول رغم زعم بعض المفسرين ميئات السنين بعد ذلك أنّ الرسول ألغاه في حجة الوداع سنة 9 هجري سنة نزول سورة التوبة بما فيها آية النسيء.


ختاما :
كل هذه التعارضات التي يعيشها المسلم بسبب هذا الخلل في الأشهر الهجرية اليوم تختفي فجأة بتفعيل شهر النسيء. فتعود لأشهرنا الهجرية جدواها (عمليّا) ونكون قد استمرنا على ما كان عليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والرسل من قبله وإلى ما كان عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وليس على الحال التي نحن فيها من بعدهم.


ملاحظة :

بالنسبة لتحريم وتحليل الأشهر عند إضافة شهر النسيء فالقاعدة بسيطة : شهر النسيء يكون محرما إذا عقب شهرا محرّما.

هناك 9 تعليقات:

  1. أردت أيضا التنويه إلى أمر عجيب هو أنّ المحوّل هجري - ڤريڤوري في موقع IslamicFinder.org يعطي نفس التوفيق بين التاريخين بالنسبة لمعركة اليرموك فهل استعملوا السنوات الموسمية (الشمسية) إلى حد إعلان وبدء التأريخ الهجري مع الخليفة عمر بن الخطاب سنة 638 ميلادية (كما يذكره في ربط المقدمة) ؟

    ردحذف
  2. سلامات أستاذ فادي بلقاسم بالنسبة لموقع اسلامفايندر فانهم يقومون باضافة الايام المفقودة بطريقة حسابية بسيطة (يعني يقومون بالتقويم حقيقة) .. وهذا الأمر حين يلتفت له الناس سيكون فتحا للمعرفة وعودة الناس الى رشدهم

    ردحذف
  3. سلامات أستاذ فادي بلقاسم بالنسبة لموقع اسلامفايندر فانهم يقومون باضافة الايام المفقودة بطريقة حسابية بسيطة (يعني يقومون بالتقويم حقيقة) .. وهذا الأمر حين يلتفت له الناس سيكون فتحا للمعرفة وعودة الناس الى رشدهم

    ردحذف
  4. أول مره اسمع فيه بس والله الشرح اعجبني

    ردحذف
  5. ولماذا هذا البحث لا يطرح للمناقشة على مستوى كل علماء الدين من كل المذاهب لتناقش فكرة اعادة شهر النسيء
    فهل سنستمر على مبدأ هذا ماوجدنا عليه ابائنا ؟؟؟؟؟

    ردحذف
  6. ولماذا هذا البحث لا يطرح للمناقشة على مستوى كل علماء الدين من كل المذاهب لتناقش فكرة اعادة شهر النسيء
    فهل سنستمر على مبدأ هذا ماوجدنا عليه ابائنا ؟؟؟؟؟

    ردحذف
  7. بسم الله الرحمان الرحيم
    السلام عليكم
    إقرا 3 المائدة و من 75 الى 80 آل عمران و اول العلق و أول الفتح
    وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا
    تزيد الثلاث مئة بتسع و تزيد المئة بثلاثة و تزيد الخمس والعشرون بتسع شهور فمنها ستة عشر يبقى على حاله ومنها تسع يزيد كل واحد منها بشهر و هي
    3 ، 6 ، 8 ،11 ، 14 ، 17 ، 19 ، 22 ، 25

    ردحذف
  8. يا ترى لماذا جميع العلماء(سنه وشيعه)ساكتون عن هذا الامر الخطير .........عجيب

    ردحذف
  9. مجرد شبهات للاسف اذا انطلقنا من تاريخ حجة الوداع وهو 9 مارس 632 ميلادية غريغورية يالتقويم القمري العادي الى 636 سنجد بشكل عادي ان شهر غشت يوافق 636م حتي لو انطلقنا من 1 ربيع الاول بالتقويم الهجري العادي من سنة 569م سنجد ان رجب في سنة 636 سيوافق غشت

    ردحذف